هُم أصدقائى وما قابلتهم أبــــــــدا
وما رأت مقلتى فى حُسنهم أحـــدا
سالت دماهـم على الأسفلت ثائرة
فهيأوا بدم من أمرنا رشـــــــــــدا
سقيتم الأرض فى التحرير مهجتكم
ورغم أسفلتها قد أثمــــــــــرت بلدا
جعلتم الموت عيــــــــدا فى معيتكم
حتى اشتهينا جميـــعا أن نموت غدا
لو تخطئ العين فى إحصاء عدتهم
لا يخطئ القلب من أحبابه عــــــددا
غـــزوا قوافى قصيدى فى براءتهم
واستوطنوا بجلال حكى من ســردا
تمسكوا بحياة الشعــــــــب فانطلقت
أرواحهم نحو أفـــــــــق لا يحد مدى
مدوا حناجرهم للصمـــــــت تسحقه
حتى بدا الرعد للأسماع رجع صدى
الآن مصــــــر استعادت مجدها ثقة
من والد يهــــــــب الأوطان ما ولدا
محمــــــــــــد كان فى التحرير رافقه
عيسى المسيح وفى تحريرنا اتحــــــدا
جيــــــــــــل أرادوا له أن يمتطى فأبى
وجـــــــــــــد فى محو جلاديه واجتهدا
وأسقطوا هُبَل الملعون معبــــــــــــــده
وطاردوا من فلول البــــــــغى من عبدا
جيل الأسود التى جاعـــــــــــت بغابتها
فانظر مصير الذى قد جـــــــوع الأسدا
جيل رأى حلمــــه ينهار فانتفضت
فيه العزيمة والإصــــــــرار فاتقدا
ووزعوا غــــــــدهم فينا فصار لنا
أبهى غــــــد فاق فى إشراقه الأبدا
رموه بالنار عل الموت يردعـــــــه
فعانق النار فى عشــــــق كما وعدا
كفى دموعك يا أم الشهيد فـــــــــما
مات الشهيد وما راحت دماه سدى
تمـــــــــــاوجت روحه فينا بثورته
فحـــركت من دم الأحرار ما ركدا
كفى دموعك يا أم الشـــــــــهيد فقد
كفـــــــــاه من سوءة الأيام ما شهدا
فما قضى نـــــــــــــحبه إلا ليمنعها
تلك الدمـــــــوع التى مسته فارتعدا
كفــــــــى دموعك فالأجواء عاطرة
بطيـــــــــــب أنفاسه حتى إن ابتعدا
حــــــل اليقين محل الروح فانطلقت
وسابقــــت روحه نحو العلا الجسدا
كفى دموعك فالشمس التى طلعت
تهديـــــــه إشراقها حتى وإن رقدا
كفى دموعـــــــك ليس القبر منزله
فالقبر لا يحتوى النيل الذى صمدا
كفى دمــــــــوعك فالجنات فى يده
فاستبشرى وكلى من كفـــــه رغدا
وحســـــــــب كل شهيد أن سيرته
بريئـــــة ليس فيها (ذل) أو(سجدا)
لو أدرك الدهـــــر من أبناء عزته
لقبل الدهــــــر من هذا الشهيد يدا